بالمحبة والوفاء، ودعت دولة الإمارات فقيدها الغالي د. زينل باقر محبي، المؤسس والرئيس لمجموعة زينل محبي القابضة، الذي وافته المنية في دبي، في الحادي عشر من يوليو 2019، عن عمر ناهز التاسعة والسبعين عاماً.
د. زينل باقر محبي صاحب مسيرة ناجحة تمتد جذورها الأولى إلى قيام والده السيد باقر محبي، بتأسيس متجر للأغذية في سوق دبي في العام 1931 ليكون واحداً من عدد قليل من المتاجر المماثلة، حيث لم يكن في دبي آنذاك سوى 15 متجراً.
وقد عبّر نجل الفقيد، السيد محمد محبي، الرئيس التنفيذي لزينل محبي القابضة، عن حزنه العميق لرحيل والده بالقول: “اليوم ونحن نودّع رئيسنا وحبيبنا، نعاهده على أن نحفظ العهد، وأن نتمسك بالقيم التي غرسها في نفوس أبنائه، وأن نجعل من تلك القيم دافعاً لنا كي نستكمل المسيرة التي أرسى دعائمها الفقيد.”
لم يكن د. محبي شخصية عادية، وبالنسبة لمجتمع الأعمال، كان الفقيد بمثابة مرجع مهم، بما امتلكه من فكر مستنير، وعقلية ريادية تحسن استشراف الآتي.
وبينما كان باقر محبي أول من أشعل شرارة العلامة التجارية لمحبي، فإن د. محبي هو الذي مكّنها من الاستمرار والديمومة.
فقد نجح، رحمه الله، في توسيع عمليات والده، وعمل على تنويع نشاطاته في تجارة الأغذية لتشمل التعامل بالجملة والتوزيع. وبفضل تلك الجهود المثمرة، فإن العديد من العلامات التجارية العالمية الموجودة على أرفف المتاجر في منطقة الشرق الأوسط تدين بالفضل في حضورها ونجاحاتها إلى جهود د. محبي، ورؤاه المتبصرة. وقد أصبحت المجموعة اليوم فاعلة في العديد من المجالات التي تشمل العقارات، والسفر والسياحة، وإدارة الشحن، وتجزئة المواد الغذائية، والوكالات والتوزيع.
وبالنظر إلى مكانة الفقيد في قلوب الكثيرين، فقد كان هناك تدفق هائل من رجال الأعمال الإماراتيين الذين تداعوا للتعزية في رحيله، كما أشارت جريدة الخليج تايمز في عددها الصادر في 14 يوليو.
وممن عبّروا عن عميق حزنهم في هذه المناسبة الأليمة، رئيس مجموعة اللولو م. أ. يوسف علي الذي قال: “أتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى عائلة هذا الرمز الكبير الذي ترك بصمات لا تمحى في عالم الأعمال، والذي كان واحداً من رواده الكبار. لقد كان لمجموعتنا، مجموعة اللولو علاقات عمل ممتازة مع باقر محبي، وهي علاقة ممتدة منذ أن افتتحنا أول سوبرماركت في العام 1990.”
وقال د. رام بوكساني، رئيس إي تي إل كوزموس: “لقد أصابتنا الصدمة والحزن العميق لرحيل هذه الشخصية الكبيرة. لقد كان الفقيد صاحب رؤية ثاقبة وسمعة متميزة عززها من خلال العلامة التجارية التي رسخها حتى ملأت الآفاق.”
وقال كمال فاتشاني، مدير مجموعة المايا: “بالنسبة لقطاع البيع بالتجزئة كانت باقر محبي بمثابة العلامة التجارية الأبرز، وكان كل شيء يدار تحت قيادة زينل باقر محبي.”
أما د. دانانجاي داتار، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العادل للتجارة فقال: “لقد ظلت باقر محبي وعلى امتداد ثمانية عقود، اسما بارزا، وعلامة مهمة تنمو وتتعزز باضطراد على امتداد دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المؤكد أن القطاع سيفقد بعد اليوم قطباً كبيراً وهامة ذات بصمة راسخة في عالم الأعمال.”
ذات يوم سئل د. محبي عن جوهر النجاح في عالم الأعمال، فأجاب قائلاً:
“إنك بحاجة إلى منظومة قيم تتعامل باحترام وتقدير مع كل من الزبائن، والموردين، والموظفين على السواء. لقد تعلمت هذا من والدي، ثم ما لبثت هذه المعادلة أن تحولت إلى ثقافة انتقلت بالوراثة من جيل لجيل. عليك أن تواصل جس نبض السوق، وأن تقبل التغيير، وأن تحافظ على العلاقات، بهذه المعادلة لن يجانبك الصواب.”
رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته